You are currently viewing أبو بكر الشافعي الإمام المحدث والفقيه وسيرته العطره

أبو بكر الشافعي الإمام المحدث والفقيه وسيرته العطره

يعتبر  أبو بكر الشافعي واحداً من هؤلاء العلماء الذين قدموا الكثير للدين الإسلامي وللحديث النبوي الشريف، فقد كان من العلماء المخلصين الذين أحبوا العلوم الدينية وعلم الحديث بشكل خاص فحفظ الكثير منه وأخذ عن كثير فيه، وخلال هذه المقالة سنتعرف علي شخصية أبو بكر الشافعي وحياته وعلمه.

أبو بكر الشافعي ونسبه

هو الإمام والمحدّث، والمتقن، والحجة، والفقيه، ومسند العراق محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن عبد ربه، أبوبكر البغدادي، الشافعي، البزاز، وهو صاحب التصنيف المهم الغيلانيات العالية وهي التصانيف المنسوبة الذي رواها عنه ” إبراهيم بن غيلان ” ، وهي من أفضل كتب وتصانيف الحديث وأحسنها.

 مولده ونشأته

ولد أبو بكر الشافعي في عام 260 ه – 874 م بجبل قرب واسط وهو العام الذي ولد فيه الطبراني، نشأ أبو بكر الشافعي نشأة دينية متسمة بالتدين والأخلاق وطلب العلم منذ حداثته فبدأ في كتابة الحديث النبوي الشريف منذ أن كان صاحب عشرة أعوام ولازم حينها المشايخ والعلماء وجلس في حضرتهم.

كما حفظ أبو بكر الشافعي القرآن الكريم صغيراً وارتبط بعلم الحديث ارتباطاً وثيقاً فكان من أصحاب الحديث وكان من أكثر الناس حفظاً وتلاوة له، كان أبو بكر الشافي صاحب رحلة طويلة في طلب الحديث وجمعه فطاف الكثير من البلدان حت انتهي طوافه في بغداد حيث توفاه الله.

ومنذ نشأته العلمية والدينية العالية فإن أبي بكر الشافعي قد تفرد برواية الحديث عن جماعته وأبدع في رواية الحديث وكان من أكثر الناس حفظاً وفهما وتدبراً له فكان منذ نشأته معلمً للحديث، وبالإضافة إلي ذلك فقد تعلم الكثير من العلوم الدينية الأخري كالفقه حيث تفقه أبو بكر الشافعي بفقه الإسلام كما عرف وتعلم التفسير منذ نشأته أيضاً، فكانت شخصيته منذ ميلاده جديرة بالذكر والدراسة.

علم أبو بكر الشافعي 

تعلم الكثير من علوم الدين فتعلم القرآن الكريم منذ صغره كما اهتم بدراسة الفقه فكان عارفاً به كما برع في دراسة الحديث النبوي وحفظة وهنا كانت ذروة براعته فحفظ الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة فبرع في الحفظ، كما تعلم علم التفسير وكانت هذه هي العلوم الأساسية في الدين حينذاك وكان متفقهاً في كل هذه العلوم وأضاف إليها العلم باللغة العربية وآدابها ونحوها وظهر علمه باللغة العربية فيما قدمه من أدب حيث قدم الكثير من المصنفات في الدين بأسلوبه السهل الممتنع.

قوة علمه

وايضا كان صاحب علم غزير وذكاء عال وذاكرة دينية خالصة كما طال عمره، و تزاحم عليه الطلاب لإتقانه وغزارة علمه وعلو إسناده، فتعلم الكثير من الطلاب علي يده إذ أخذوا عنه علماً جماً، ولم يقتصر ما أخذوه عنه علي العلم الوافر فقط، بل امتد أيضاً إلي الأخلاق الحميدة الذي أخذوها عنه فقد كان نعم المعلم والشيخ الذي يفيد تلاميذه، و كان طيب السيرة وحسن الخلق فكان نموذجاً رائعاً لشيخ الإسلام والعالم الذي يؤخذ عنه العلم الديني، وقد سمع بالجزيرة ومصر، والشام والكثير من الأماكن فأخذ علم هذه البلدان التي كانت منارة علوم الدين، فقد كان تاجراً وكان يتردد إلى البلاد في التجارة، وكان ترحاله إضافة لعلمه وأدبه الغزير.

أقوال العلماء فيه

كانت أعماله في الإسلام من أكثر الأعمال إخلاصاً وحباً، فقد قدم العلم في الحديث دون شائبة وقد كان محل تقدير واحترام بين العلماء فأثنوا عليه وقالوا فيه كلمات الشكر والعرفان، ومن أبرز هؤلاء العلماء والمحدثين الذين أثنوا عليه و على علمه:

  • قال عنه الخطيب : لقد كان أبو بكر الشافعي كان ثقة، ثبتا، حسن التصنيف، كثير الحديث، وقام خلال مسيرة حياته بجمع أبواباً وشيوخاً، فقد حدثني عنه أبو الحسن بن مخلد أنه رأى يوماً ما مجلسا في حياة أبي محمد بن صاعد أملاه أبو بكر
  • قال حمزة السهمي : سئل الدارقطني يوماً ما عن أبي بكر الشافعي فقال عنه : ” إن أبا بكر الشافعي ثقة جبل فما كان أحد أوثق منه في ذلك الوقت وأضاف الدارقطني : ” أخبرنا أبو بكر الشافعي الثقة المأمون الذي لم يغمز بحال من الأحوال
  • فقلت: ” قد انتقى الدارقطني رباعياته في جزء كبير سمعناه عنه “

إنجازاته في الإسلام

لأبي بكر الشافعي العديد من الإنجازات الذي قدمها للإسلام حيث قام برواية العديد من الأحاديث النبوية الشريفة فأبدع في روايتها وصدق في نقلها فكان ثقة صدوقاً حسن الطباع والخصال، كما كان أبو بكر الشافعي يهتم في روايته للأحاديث النبوية الشريفة بالسند والمتن فسمي بمسند العراق.

وكان من المحدثين الذين يهتمون بكل كلمة في الحديث فكان من الداركين والحافظين والعارفين الأجلاء بعلم الحديث كما أضاف لعلمه في الحديث علمه في الفقه فعقد المجالس وصعد المنابر وقدم العديد من الخطب فكان إماماً ومحدثاً وعالماً بأصول الدين والفقه، كما كان أبو بكر الشافعي من أصحاب التصانيف إذ قدم العديد من المؤلفات الهامة والتي لازالت تفيد العلماء والدارسين والمسلمين كافة إلي يومنا هذا فاستفادت الأمة الإسلامية أجل إفادة بأعماله العظيمة وإنجازاته الكبيرة الذي قدمها للدين الإسلامي وساهم بها علي رفعته وإعلاء كلمته، بالإضافة إلي ذلك فقد كون جيلاً من المحدثين من تلاميذه حيث حبب إليهم الحديث النبوي الشريف وحفظه فأخذوا عنه الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة الذي رواها.

مؤلفات أبو بكر الشافعي 

ترك العديد من المصنفات الثمينة في علم الحديث والفقه فكان نعم العالم والمحدث والفقيه، ومن أبرز المصنفات التي تركها أبو بكر الشافعي:

  • مجلس في الحديث
  • مسند موسى الكاظم بن جعفر ابن محمد
  • الفوائد المنتخبة العوالي عن الشيوخ، المشهورة بالغيلانيات

بعض شيوخه

تعلم الكثير من العلم علي يد الكثير من أساتذته وشيوخه إذ كتب عنهم وأخذ عنهم هذا العلم الغزير فكان من المتعلمين الصالحين والراغبين في طلب العلم بحب ونهم شديدين، فأبحر أبو بكر الشافعي في بحر العلم بإخلاص فكان هو المحدث والعلامة وصاحب التصانيف، ولازم شيوخه وكتب عنهم وأخذ عنهم العلم، ومن أبرز هؤلاء العلماء والمشايخ التي أثرت في شخصية أبو بكر الشافعي العلمية والأدبية

  • علي بن الحسن بن عبدويه الخزاز
  • حمد بن إسماعيل السلمي الترمذي
  • إسماعيل بن إسحاق القاضي
  • أبي بكر بن أبي الدنيا
  • وعبد الله بن روح المدائني
  • إبراهيم بن إسحاق الحربي

قد يهمك أيضا: سالم بن عبدالله بن عمر (علمه – انجازاته في خدمة الإسلام)

بعض تلاميذه

لقد تعلم الكثير من الفقهاء والمحدثين وشيوخ الإسلام علي يد محدثهم وفقيههم أبو بكر الشافعي إذ أخذوا عنه علماً جماً، ولم يقتصر ما أخذوه عنه علي العلم الوافر فقط، بل امتد أيضاً ما أخذوه عنه إلي الأخلاق الحميدة الذي أخذوها عنه فقد كان نعم المعلم والصديق والشيخ الذي يفيد تلاميذه، ومن بعض هؤلاء الذين تأثروا بأبو بكر الشافعي وأخذوا عنه علماً وافراً:

  • أبو القاسم بن بشران
  • أحمد بن عبد الله المحاملي
  • الفضل بن عبيد الله بن شهريار التاجر
  • طلحة بن الصقر الكتاني
  • أبو علي بن شاذان
  • محمد بن عمر النرسي

قد يهمك أيضا: القاسم بن محمد ( علمه – مواقف من حياته – انجازاته في الإسلام)

وفاته

توفي أبو بكر الشافعي ببغداد عام 354 ه تاركاً الكثير من العلم النافع والذي تمثل فيما رواه من حديث نبوي شريف كما ترك العديد من المصنفات التي لازالت تفيد الكثير من المسلمين والمجتهدين في دراسة الحديث إلي يومنا هذا.

قد يهمك أيضا: سعيد بن المسيب ( نسبه – طلبه للعلم -انجازاته – وفاته)

المصادر:

مصدر 1

مصدر 2

المصدر 3

مصدر 4

مصدر 5

سير أعلام النبلاء للذهبي

الأعلام للزركلي

اترك تعليقاً